السبت، 15 أغسطس 2009

رسالة إلى سيف الإسلام قبل إنعقاد المؤتمر الرابع للشباب الليبي


إلى / الدكتور سيف الإسلام القذافي

تحية شبابية متقدة

نحن شباب ليبيا الغد الذين كُلفت في مارس قبل الماضي بالاهتمام بنا كشريحة مهمة في المجتمع و عماد الأمة المتين .. و نحن الذين جمعتنا ليبيا معك في الملتقى الأولى للشباب الليبي في مدينة سرت عام 2006 و خطابك الشهير و الذي انتهجت من خلاله أيسر الطرق إلى قلوبنا .. فتحدثت عن وعود و مشاريع لم تراودنا حتى في أحلامنا الصغيرة ؛ التي لم تتجاوز حد مسكن و مركوب و زوج نسكن إليه .. فتعلقت الآمال حينها في تحركاتك الرائدة في شتى مناحي الحياة السياسية في مجتمعنا الذي ينشد الحرية و السعادة منذ عقود من التخبط العشواء لهياكلنا الإدارية الفاشلة بكل المقاييس .. لا ننكر الغبطة و السرور الذي أجتح شبابنا و هو يرى في خطابك الجراءة و الصراحة التي لم نعتدها من صناع القرار في بلادنا ..
كما لا ننكر أيضا تحركاتك على الصعيد الخارجي لخروج البلاد من العزلة الدولية التي فرضتها العديد من الأزمات التي مرت بها ليبيا في العقود الماضية ... و سعيك في تسويتها و على رأسها أم الأزمات ( لوكربي ) ؛ و غيرها من الأزمات التي ارتبطت بالشأن الداخلي كتسوية قضية حقن الأطفال بمرض المناعة المكتسبة ( الإيدز ) ، و كذلك إرجاع الكثير من أبناء الوطن الذين غُرر بهم في الخارج في أزمنة ماضية .. و غيره من العراقيل دون تنمية البلاد و مواكبتها للعصر الحديث من مشاكل كانت شائكة يصعب حلها حتى وقت قريب ..
كما أن جهودك الحثيثة في معترك الحياة السياسية و إعادة تصحيح المسار في العديد من القضايا الداخلية و التي لا تزال الجهود قائمة لتسويتها ... و كذلك استصدار صحيفتي ( قورينا و أويا ) كمنابر حرة صادحة بالحق و بعيدة عن الخطاب الرسمي ؛ و تكتيم القطاع العام و تقنينه .. مما خلق لكل الأقلام التي تنشد الإصلاح و التغير مساحات أكبر من التعاطي بكل مصداقية و شفافية مع كل القضايا التي تعصف بالمجتمع بين الفينة و الأخرى .. و كذلك قناة الليبية التي أثبتت و بجدارة شبابها المتحمس للعطاء أنها الرائدة في الإعلام العربي الهادف مع قصر عمرها المهني .. و إن شابها تحفظ و تتقنين لمسارها مؤخراً ..
كما أننا نحن أنفسنا الذين جمعتنا بك مصلحة الوطن في الملتقى الثاني و كذلك الثالث و الذي أنعقد هذا الأخير في مدينة سبها و الأمل يحدونا يومها في وضع حجر أساس جديد لمزيد من المشاريع المرتقبة يشملها إطار ليبيا الغد .. و لكن تفاجئنا بقرار ابتعادك عن الحياة السياسية في البلاد في مؤشر خطير لتهاوي برنامج ليبيا الغد ..
خابت الآمال حينها .. و تلاشت الأحلام عندما قلت بالحرف الواحد ( لقد وضعت القطار على سكته .. و هنا انتهى دوري ..!!) و لكن لم تسألنا يومها هل سيتحرك القطار من مكانه دون سائقه ؟ فهل تُبحر السفينة دون ربُان ؟
لقد انتشلت طموحات الشباب و أحلامهم من الغرق في يمّ ليبيا الأمس .. و ترمي بهم في سفينة في عرض محيطات تلاطمها أمواج عاتية ممن وصفتهم بالقطط السمان و المشككين في نجاح مشروعك ( ليبيا الغد )
نحن شباب ليبيا الغد المتأهبين للسفر إلى العاصمة طرابلس في العشرين من الشهر الجاري و يدور في خلدنا سؤال يؤرق منامنا .. و قد تكون الإجابة عنه هي الفيصل بين سفرنا إلى هناك أو مكوثنا عند أهلنا ... هل لا زلت خارج الحياة السياسية .؟
و أعلم أنك الآن لست ملك لنفسك .. ليس لأنك سيف الإسلام القذافي .. بل لا يحق لك أبداً التخلي عن برنامجك .. فأنت ملك لكل الشباب الليبي .. و ملك لبرنامج ليبيا الغد .. و ملك لغداً ينتظره الجميع .. و معاً من أجل ليبيا الجميع ..


إمضاء / شباب ليبيا الغد


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الاجدابي الـــ(السياسي)ـــرواق 12 / 08 / 2009

صـــــــحيفة الـــــــــوطن الليبيـــــــة 12 / 08 / 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق