الأحد، 26 يوليو 2009

سيهزم الجمع و يولون الدبر ( قراءة في المواقف المصرية )



إن لم أكن مخطئاً فقد وصل النصاب القانوني من دماء أطفال ونساء غزة ما يجيز عقد قمة طارئة !! ( كما وصفوها ) في دوحة السلام ..
و إن كنت غير مهتمٍ بعقدها .. فهي لن تجدي نفعاً أكثر من القرار الوضيع لمجلس الأمن والذي عجز عن لجم آلة الحرب الصهيونية والتي وجدت في قادتها شجاعة لتحدي قرار مجلس الأمن بل و ضربت بعرض الحائط مبادرات الاستسلام العربية والتي كان أخرها مبادرة رجل السلام العربي الأول و أعني به ( مبارك ) المراهن على سقوط حماس و انهيار تام في البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية التي خلقت له قلقاً متزيداً في حدوده مع المحتل الإسرائيلي على حد وصفه وهو يعتذر عن غلقه معبر رفح في اعتراف جديدٍ منه بدولة بني صهيون وتجديد البيعة لأحفاد القردة والخنازير ..

ولا أدري لماذا لم ينتشي من عروبته التي روج لها في قمة 1990 إبان غزو الكويت هو يمحور في ميثاق الجامعة العربية ويتحول بها من قمة لقادة العرب إلي مجلس نواب في تصويتٍ على قرار لردع الرئيس الراحل صدام حسين وتسيير الجيوش و آرتال الدبابات و أسراب الطائرات الحربية لإيقاف العدوان العراقي على الكويت ..

لماذا لا ينتشي من تلك العروبة الآن وهو يرى ويسمع صراخ الثكلى والأيتام .. لماذا لا ينتشي بعروبته الآن هو يرى ويسمع ما تحدثه آلة الحرب الإرهابية في غزة الصامدة ..

لماذا استحضر نخوة المعتصم عام 1990 و تضيع منه اليوم أمام المحرقة النازية التي أبكت عيوننا دمعاً فدماً ولم تتحرك للسيد حسني شعرة من هول المصاب وعظيم الخطب ..

بل إن وزيره أبو الغيظ والذي أغاظني كثيراً وهو يصف قمة الدوحة بالمجهضة لقمة الكويت الاقتصادية .. ولا أدري ما هي العلاقة بين ضحايا غزة و الاقتصاد العربي .. إلا إذا كان السيد الوزير يفكر في إعادة إعمار ما اقترفته الصهيونية في غزة الصامدة وما ستستنزفه من الأرصدة العربية على بناء غزة مجددا لترجع ( المركافة ) أو إي سلاح أرد اليهود تجريبه فيهدمونها مرة أخرى وهكذا .. و كأن غزة حقل تجارب لأخر اختراعاتهم العسكرية !

ثم يردف أبو الغيظ ( و الاسم على المسمى ) قائلا/ بأن تناقش أوضاع غزة على هامش القمة الكويتية واصفاً الحديث عن غزة بالتشاوري ! ولا أدري بماذا يريد التشاور ؟ هل يريد التشاور مع القادة العرب على استمرار إغلاق المعبر و قطع الإمدادات الإنسانية على القطاع الجريح ؟ أم يريد التشاور حول إدانة حماس والمقاومة الفلسطينية التي تجرأت بالذود عن كرامتنا العربية المستباحة ؟ بل إنني أعتقد أنه يريد التشاور حول إسكات المستنجدة بالمعتصم ، فقد أحرجتهم وهي تصرخ أمام الدبابات الصهيونية وهي تهتك سترها وتهدم بيتها .. وتقتل زوجها وطفلها .. فلم يكن فيهم المعتصم ولا حتى شيئاً من نخوته ، فيقطع بها وزير الخارجية بمصر في شجاعة غير معهودة عنه العلاقات الدبلوماسية مع بني صهيون والتي لم تعكر صفاء سمائها الأحداث الأخيرة كما عكرت سماء غزة بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً ، بل بعكس ذالك فقد تطورت وشهدت دفئاً لم تشهده من قبل .. الأمر الذي وصل حد الثناء على مواقف (مبارك) البطولية من صحيفة هآرتس العبرية ..

وفي هذا المقام أتوجه بتحية إجلال و إكبار لدولة فنزويلا قيادة وشعباً و لدولة بوليفيا الواقعة في أخر العالم على مواقفهم الإنسانية الشجاعة والتي كم تمناها الشارع العربي من قياداته الخانعة المطبعة لعلاقاتها مع بني صهيون .. و كذالك للسيد ( أوردغان ) وتصريحاته النارية والتي أحرجت قياداتنا مرة أخرى بل وشكلت صفعة قوية فوق ما صفعه لهم تشافيز بطرده سفير الكيان الصهيوني وقطع كافة العلاقات مع بني صهيون في احتجاج من العيار الثقيل .. أغاظ هذه المرة أبو الغيظ و أفرحنا ونحن نئن من وطأة المصاب وعظيم الخطب .. وكم أثارت غيظه أيضا كلمة البطل المناظل ( خالد مشعل ) في قمة غزة الطارئة والتي رفعت هامتنا عالية ونحن نرى في كلمته الجريئة الصادقة ما يدل على جلادة و صبر المقاومة الفلسطينية في بلاد المحن والصمود و يبشر بأن إخواننا المرابطين في غزة بخير .. بل و يبشرون بالنصر والتمكين وهو ما سمعته بنفسي وأنا أتصل هاتفياً بأهلنا في غزة و هم في رباطة جأش ولسان حالهم يردد قائلاً /
إن تراكم غيم الظلم و احتجبت **** شمس النهار فللإشراق إقبال
ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة أخبار اجدابيا ، العدد ( العدد 506 ) من صحيفة اخبار اجدابيا بتاريخ ( 20 / 01 / 2009 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق