الأحد، 26 يوليو 2009

مقالة أعتذرت صحيفية ليبية عن نشرها




في أحداث غزة الأخيرة وقع نظري على صحيفة محلية تحدثت بإسهاب عن رأي الشارع في هذه الأحداث .. فشد انتباهي العديد من المواضيع الهامة والعناوين البراقة بها .. فانكبت نفسي على قراءتها ..

وبينما أنا على هذه الحال وقع نظري على مقالة لدكتور يوحى اسمه أنه (( مصري الجنسية )) .. تحدث عن أحداث غزة و المحرقة النازية فيها .. عنون مقالته بعنوان (( وينكم يا عرب )) وقد توقفت عند عديد من الملاحظات في مقالته .. جعلتني أتصل هاتفيا برئيس تحرير تلك الصحيفة وأعبر له عن امتعاضي من تلك الملاحظات .. فطلب مني أن أدرجها في مقالة سيتم نشرها في العدد القادم .. وهكذا فعلت ..!!

ولكن لم يتم نشر ذلك الرد .. وكتفت تلك الصحيفة بالثناء على تواصلي معهم .. و أبلغني بعدها رئيس تحريرها أنه لا توجد المساحة الكافية من حرية الرأي عندهم .. كما أنهم يتحاشون النقد المباشر في الشخصيات السياسية في الدول الشقيقة والصديقة .. وبذلك لن يستطيعوا إدراج مقالتي الجريئة اللاذعة .. فأحببت أن أخص بها موقعنا المتميز ( الإجدابي ) وروَّاده الكرام ليحكموا على مقدار الجراءة فيها .. و إليكم نص المقالة /


ردا على مقالة (( وينكم يا عرب ؟؟ ))

بقلم / عريش سعيد منطقة بشر / اجدابيا


الأخوة / هيئة تحرير صحيفة ( ...... ) : تحية الثقافة والمعرفة ،، في الوقت الذي نثمن فيه جهودكم العالية والرامية إلى الرقي بالثقافة والإعلام بجماهيريتنا الحبيبة من خلال مطبوعاتكم ( .... ) والتي لمع نجمها في سماء الثقافة والمعرفة و ذاع صيتها في كل أرجاء المعمورة .. فلكم منا فيض الود والتقدير .. ومزيدًا من التألق والتقدم ..

وبينما أنا أطالع في صحيفتكم الموقرة في عددها ( ... ) والصادر بتاريخ 19/01/2009/ف وقع نظري على مقالة للدكتور ( ..... ) والتي عنونها ب(( وينكم يا عرب )) والذي تحدث فيه عن أحداث غزة الأخيرة .. و ناقش الموضوع بأبعاد سياسية في طرحٍ من الطراز الرفيع .. في دلالة على أسلوب متتبع جيد للأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وما تتعرَّض له المنطقة العربية على وجه العموم من مشروع صهيوني لتقسيم الشرق الأوسط في خارطة جديدة دعت إليها الوزيرة الأمريكية السابقة ( رايس ) في مشروعها الشرق الأوسط الكبير .. وما كان لهذا المشروع من تبعات انطلاقا من خارقة الطريق إلي مبادرة الاستسلام العربية وحتى مؤتمر أنابوليس الأخير ..في مؤشرٍ واضحٍ وجلي على الضغوط الغربية المتزايدة على القيادات العربية .. والتواطؤ العربي المخزي وهو يشاهد القتل والدمار ولا يستطيع أن يحرك ساكنًا ..

ولا أخفي عليكم .. فقد شد انتباهي عنوان المقالة .. وازداد انبهاري بما كُتب في المقالة .. فقد تناول السيد ( .... ) الموضوع من كافة جوانبه وبطريقة يسهل للقارئ فهمها وفهم قواعد اللعبة الاستعمارية في المنطقة .. بل وبحق شكلت نبراسًا للقارئ العربي في ظلمات دهاليز السياسة المرعبة .. وكم أكره الخوض في الحديث عن السياسة ..!!

ولكنني وقفت على بعض النقاط فيما كتب الدكتور ( .... ) وهو يشير إلى الفخ الصهيوني للشقيقتين الأردن ومصر واللتين ( بحسب رأيه ) تنبهتا لذلك بفضل القيادة الحكيمة على حد وصفه ..

وهنا أتساءل / أين هي الحكمة عند الرئيس مبارك وهو يغلق المعبر دون وصول المساعدات الإنسانية للقطاع الجريح ؟؟ أين هي الحكمة وهو يتردد في علاج الجرحى ويمنع دخول السلاح إلى فلسطين وهي تئن من وطأة المصاب وجلل الخطب .. و أقول لك يا سيدي المحترم .. إن مصر فتحت المعبر جزئيًا وبشكلٍ خجول .. ليست هذه مصر التي نعرفها .. مصر عبد الناصر .. مصر العروبة .. مصر التي أنجبت أبطال حرب أكتوبر .. مصر التي بها جامعاتنا العربية الهزيلة !!

أليس من العيب و شعب مصر بهذا التاريخ اللامع وقيادته تغلق المعبر وتدين حماس والمقاومة الفلسطينية في خطاب مبارك للأمة وهو يعتذر عن غلقه المعبر .. في حجج واهية وعذرٍ أقبح من ذنب ...

بل إن وزيره أبو الغيظ والذي أغاظني كثيرًا وهو يصف قمة الدوحة بالمجهضة لقمة الكويت الاقتصادية .. ولا أدري ما هي العلاقة بين ضحايا غزة و الاقتصاد العربي .. إلا إذا كان السيد الوزير يفكر في إعادة إعمار ما اقترفته الصهيونية في غزة الصامدة وما ستستنزفه من الأرصدة العربية على بناء غزة مجددا لترجع ( المركافة ) أو أي سلاح أراد اليهود تجريبه فيهدمونها مرة أخرى وهكذا .. و كأن غزة حقل تجارب لآخر اختراعاتهم العسكرية ! ثم يردف أبو الغيظ ( والاسم على مسماه ) قائلًا بأن تناقش أوضاع غزة على هامش القمة الكويتية واصفًا الحديث عن غزة بالتشاوري ! ولا أدري بماذا يريد التشاور؟ هل يريد التشاور مع القادة العرب على استمرار إغلاق المعبر و قطع الإمدادات الإنسانية على القطاع الجريح ؟ أم يريد التشاور حول إدانة حماس والمقاومة الفلسطينية التي تجرَّأت بالذود عن كرامتنا العربية المستباحة ؟ بل إنني أعتقد أنه يريد التشاور حول إسكات المستنجدة بالمعتصم ، فقد أحرجتهم وهي تصرخ أمام الدبابات الصهيونية وهي تهتك سترها وتهدم بيتها .. وتقتل زوجها وطفلها .. فلم يكن فيهم المعتصم ولا حتى شيئًا من نخوته ، فيقطع بها وزير الخارجية بمصر في شجاعة غير معهودة عنه العلاقات الدبلوماسية مع بني صهيون والتي لم تعكر صفاء سمائها الأحداث الأخيرة كما عكرت سماء غزة بالقنابل الفسفورية المحرمة دوليًا، بل بعكس ذالك فقد تطورت وشهدت دفئًا لم تشهده من قبل .. الأمر الذي وصل حد الثناء على مواقف ( مبارك ) البطولية من صحيفة هآرتس العبرية ..

ختامًا / أشكر مجدَّدًا الدكتور ( ..... ) على هذا الطرح الرائع وألتمس له وجهة نظره في الساحة العربية .. كما أشكر لكم إتاحة الفرصة لي في صدر صفحات هذا المنبر الإعلامي المتميز .. والذي أرى فيه أحد مصابيح الدجى في ظلمات الجهل ودروب الصحافة الوعرة.. وأستسمحكم عذرًا للإطالة المفرطة .. و دمتم بألف خير ،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الإجدابي 2009-03-16

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق