الثلاثاء، 28 يوليو 2009

ماذا يريد الشباب ؟؟



ماذا يريد الشباب ؟؟ هذا ما كان شعار المؤتمر الذي نظمته المنظمة الوطنية للشباب الليبي برعاية من مؤسسة القذافي للتنمية في منتصف شهر الماء الماضي.. وبصراحة هو شعار خلاب _ و إن كان إعلامياً _ فقد جلب إلي المؤتمر كل المتعطشين للإجابة عنه.. ليتابعوا أحداثه عبر قنواتنا المرئية والمسموعة.. الفضائية منها والأرضية .. وكذالك الصحف المحلية والشبكة المعلوماتية ..و إن كان لي مأخذ على المؤتمر !! إذ أنه ألتئم على كبار المسئولين بالدولة والذين _ ربما _ لا يعون جيداً متطلبات الشباب و احتياجاتهم .. لأنهم لم يلامسوا واقعهم المعاش !!
و حتى لا أذهب بكم بعيدا / فإنه لا يُهمني المؤتمر بقدر ما تهمني الإجابة عن شعاره.. و سأتحدث عن ذالك الآن تزامناً مع إتمام إعادة بناء المنظمة الوطنية للشباب الليبي والتي أستمر إعادة بنائها أكثر من ثلاثة أشهر.. شهِدت خلاله ( وبعد مخاض عسير ) ميلاد المنتديات الشبابية والتي كانت مخيبة للآمال في شبابنا الذين لا يزالوا يفكرون بتلك العقليات المتخلفة والنظريات الطبقية الفاشلة !! الأمر الذي جعلني أتحاشى الخوض في غمارها لعدم إيماني بتلك القواعد الواهية.. ومع هذا فأملنا كبيراً في أن يمحو شبابنا مع الزمن أثار هذه العقليات البالية والتي لو كانت مجدية لما فشلت الهياكل الإدارية السابقة كل هذا الفشل الذريع ..
عوداً على بدء / إذا ماذا يريد الشباب ؟؟ أن الشباب الليبي لا يطلب المستحيل.. ولا يريد أكثر من حقه ..
فالشباب يريد الحصول على مسكن ومركوب .. إن لم تكّن هبة من الدولة فبالتقسيط المريح.. مع زيادة جيدة في الرواتب .. فلا يعقل أن شاب لديه مرتب 200 دينار يستطيع أن يكّون بها أسرة مع غلاء المهور !! ولا يمكن أن يبني بيت لأسرته مع ارتفاع أسعار مواد البناء وقطع الأرضي داخل المخطط وخارجه !! ولنقل أنه تجاوز ذالك بالعرس الجماعي .. ومُنح بيتاً ومركوباً بالأقساط الشهرية .. عندها ستكون 100 دينار تخُصم من راتبه لأقساط البيت والمركوب.. والباقي ستكون مصاريفه لباقي الشهر !! هذا إن تجاوزت فواتير الهاتف والكهرباء و الماء.. فلا يبقى من راتبه إلا 50 دينار .. لم تكفي مصاريفه وهو أعزب.. فكيف ستكفيه بعد الزواج و إنجاب الأولاد ؟؟
الشباب يريد قروضاً تنموية لإقامة مشاريع إنتاجية .. تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه .. شرط أن تكون بعيدة عن الفائدة والتي شابت القروض كدراً من المنظور الشرعي.. مما جعل الشباب ينئ بنفسه عن أخذها و الاستفادة منها !!
الشباب يريد فسحة أكبر في التعليم والتدريب في داخل البلاد وخارجها .. دون ( زيد أو عبيد ) وذالك عن طريق تكثيف البعثات للخارج.. و فتح مراكز تدريبية وتعليمية بالداخل .. و إقامة دورات تثقيفية.. ومحاضرات وندوات توعوية ..والقيام برحلات سياحية .. و توفير كل الإمكانيات التي تنمي قدراتهم وتصقل مواهبهم من تطوير للأندية الرياضية والثقافية في المناطق النائية.. إلي اهتماما أكثر بالأندية داخل المدن والرقي بها لتنافس الأندية في الدول المجاورة الشقيقة.. وليس أبعد من ذالك ..
الشباب يريد إتاحة الفرصة لتقلد مناصب مهمة بالدولة بعيداً عن الواسطة والمحسوبية والتي شكلت حجر عثرة في سبيل تقلد الأكفاء منهم مراكز تليق بمستواهم التعليمي .. فلا ريب أنهم الدماء المتجددة التي تُضخ في شرايين الأمة فتعيد لوجهها الحسن نضارته وبهائه.. فهم عماد الأمة وصنّاع مجدها ..
وأخيراً / الشباب يريد من يسمع آرائهم برحابة صدر ويتقبل وجهات نظرهم ويستمع إلي مشاكلهم ويسعى لحلها.. ويكون ذالك بفتح قنوات أكثر للحوار بينهم والمسئولين .. وذالك بتقديم برامج حوارية صريحة وهادفة عبر أثير إذاعاتنا المرئية والمسموعة .. وتكثيف اللقاءات المباشرة بين الشباب وذوي الاختصاص .. وبذالك نفتح أمامهم أفاقاً لمستقبلٍ مشرق في مساهمة منّا لبناء ليبيا الغد..
وبدوري أتمنى أن يكون لما كتبت وقعاً في قلوب أعضاء المنظمة الوطنية للشباب الليبي..و أن يتخذوا منها نبراساً لأجندة أعمالهم القادمة .. و إن كُنت أعلم أن المنظمة أدة تنسيق وليست أدة تنفيذ ولكنني على يقين بأنها سوف تلعب دوراً متميزاً في المستقبل القريب .. وما ذالك على الله بعزيز ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة أخبار اجدابيا ، العدد ( 484 ) 22 يوليو 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق