الاثنين، 27 يوليو 2009

اردغان يحرج العرب مجدداُ




... في شجاعة - نفتقدها عند قادتنا - رفض الزعيم التركي اردغان البقاء في منتدى دافوس عندما لم يحتمل ترهات الأرعن بيريز .. وهو يستدرر عواطف الحاضرين في تملق و كذب واصفا حماس بالإرهاب وأن الصواريخ القسامية البسيطة والتي سقطت أغلبها في صحراء النقب هي من تهدد أمن إسرائيل وتشكل مصدر رعب لنساء و أطفال المغتصبات المجاورة للقطاع .. في حين أن ترسانة بني صهيون قتلت قبل أيام وفي أقل من شهر أكثر من 1300 فلسطيني كان أغلبهم من النساء و الأطفال.. ولست هنا بصدد الإدعاء أمام محكمتكم النزيهة ( سيادة القارئ ) لأثبت لكم فداحة ما أقدمت عليه آلة الحرب الصهيونية في القطاع الجريح .. فقناة الجزيرة الإخبارية كانت كفيلة بمرافعة عني وعن كل المحامين العرب والذين يتأهبون لزيارة لاهاي و يستنشقوا هوائها العليل .. وأقول لهم لا حاجة لكم أن تسافروا إلى هولندا حيث محكمة العدل الدولية و وفروا ما ستدفعونه في تذاكر السفر و فنادق الخمس نجوم و أذهبوا بها إلي الحسابات المصرفية لنصرة أهلنا في غزة هاشم .. فلا طائل من وراء ملاحقة بني صهيون .. فالأمم المتحدة ومؤسساتها كلها لم تلاحق مرتكبي مجازر دير ياسين و بحر البقر و مجزرتي قانا الأولى والثانية .. فما عسى الآن أن تفعل سوء مرافعات واهية حتى يذهب ما في قلوبنا من غيظ .. هذا أن كان في قلوب بعضنا غيظاً على بني صهيون أكثر من حماس ..
وكعادة قلمي يجرني في الحديث بعيدا عن مربط الفرس و حديث الساعة في هذه الأيام .. ولكنني أعود و أقول لكم أنه اردغان رجل الساعة وصاحب التصريحات النارية الشهيرة و غزة وقتها تمطر سمائها ناراً على أطفالها ونسائها ..وهو من رفض التحدث مع رئيس الكيان الصهيوني عندما هاتفه يومها .. يعود اليوم إلي ساحة الحدث ليحرج العرب مرة أخرى فيستهجن كلمات بيريز .. ويرد عليه في حضرة العالم بأسره .. وينتقد الحرب ويقاطع المنتدى السويسري ويغادر منتجع دافوس ويقابل بالألف من أبناء شعبه في مطار اسطنبول وهم يهتفون باسم من أعاد لهم ولنا التاريخ وذكّرنا بالمساومة البريطانية لسلطان عبد الحميد أبان الحكم العثماني عندما طالبوه بالقدس مقابل أن يخرجوا بلاده من أزمتها المالية وقتها .. فرفض ذالك السلطان هذا العرض المخزي ولو عانى هو نفسه ويلات الفقر والمجاعة ...
إنها مواقف الرجال و التي لا نعرفهم إلا بها... فشكراً لأنك أثلجت صدورنا بما فعلت .. كما أثلجت صدر أمين جامعتنا الهزيلة فوقف و صافحك ليحيي فيك هذا الموقف الشجاع.. و أراد أن يخوض التجربة ذاتها ولكن بان كي مون منعه من لحاقك .. فنزل عند رغبة أمين الأمم المتحدة ولا أدري أكان خوفا أم احتراما أو إنها حكمة انتهجها قبله أبو الغيظ المصري يوم أن قرعت الوزيرة الصهيونية طبول الحرب أمامه .. فلزم الصمت و ءاثر الابتسامة الدبلوماسية وهو يودعها في ختام بيان إعلانها الحرب على أطفال غزة الشامخة ...
أعذروني .. فقد تاهت الكلمات وتبعثرت الحروف و أنا أسمع صراخ الثكلى و بكاء الأيتام.. و أنين الجرحى و آهات ما خلفته الحرب على غزة المحن.. و أعدكم بأنني سأكون في الموعد عند لقائي القادم بكم ولن تضيع الكلمات عندها وسأرتب جاهدا أحرفها ولن تخذلني مرة أخرى.. و دمتم بألف بخير ،،

صحيفة أخبار اجدابيا العدد ( 508 ) 03 / 02 / 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق