الاثنين، 27 يوليو 2009

حذاء الزيدي رمز للمقاومة الصحفية



.. لعل من المفارقة العجيبة للتجربة الديمقراطية في الشرق الأوسط والتي دعت إليها إدارة البيت الأبيض إبان حقبة بوش الصغير هو ما حدث في عاصمة الرشيد الأسبوع الماضي عندما قام بطل المقاومة الصحفية ( منتظر الزيدي ) برمي زوجي حذاءه في وجه بوش عقب السلام على رئيس وزراء حكومة المنطقة الخضراء في اللقاء الصحفي الذي جمعهما يوم الأحد الماضي أمام مرئ ومسمع كل أنظار العالم .. في مشهد يثلج صدور كل الغيورين و الشجعان المرابطين في بلاد الرافدين .. بينما شكلت ضربةً قاضية في خاصرة المتشدقين بديمقراطية الاحتلال .. والذين صفقوا في اليوم التاسع من شهر أبريل من عام 2003 لسقوط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين وهرولوا وراء رأس التمثال وهم يضربونه بالأحذية في سخرية ملفتة للنظر من جنود الاحتلال الأمريكي والذين صرحوا يومها بأن رأس الدكتاتورية في الشرق الأوسط قد سقط وما يفعله العراقيون اليوم بتمثاله ما هو إلا دليل صارخ على الديمقراطية الحرة ..!!
لم تحسب إدارة بوش يومها حساب لواقعة الرابع عشر من ديسمبر .. عندما أعاد التاريخ نفسه و يرمى بغدادي بوش الصغير في نهاية ولايته بنفس الأحذية العراقية التي اعتبروها يومها أنموذجاً للديمقراطية في المنطقة .. و إن اختلفت الأحذية بين هذه وتلك .. فتلك كانت أحذية عملاء و ضعاف نفوس .. أما هذه فهي حذاء عراقية أصيلة عبرت عما يخالج نفوس كل العرب والمسلمين من كره دفين لسياسات واشنطن كما قال رئيس وزراء أسبانيا في تصريحه عن الحادثة ..
عذراً سيادة الرئيس بوش / هكذا نحن العرب تنحني أمامك قياداتنا بكل أطيافها وتنحني أنت أمام أحذيتنا الغير باهظة الثمن عندما يودعك عربي أنجبته ولا تزال تنجب بطون البغداديات في مشهد انفرجت به سريرتنا ونحن نصفق له ونشدّ على يمينه التي بدل أن تمسك قلماً لتكتب خبراً رمت بحذاء لتصنع حدثاً .. ويدخل بذالك التاريخ من أوسع أبوابه ، ويخلد في قائمة أبطاله ..
و أستسمحك عذراً أيضا عندما اختلفنا مع وزراء خارجيتنا في طريقة التوديع التي تليق بإدارتكم الموقرة .. فقبل أيام توافدت جموع وزراء خارجيتنا إلي بلادكم لتشارك في توديع وتكريم وزيرتكم السوداء ( رايس ) في حفلٍ كبير يدل على عمق الأواصر بينهم .. وفي محاولة أيضاً للتقرب من الرئيس المقبل ( أوباما ) وتجديد البيعة له في أروقة البيت الأبيض .. بينما قام الزيدي برميك بحذائه في زيارتك الرابعة والأخيرة لبلاد الرافدين والتي وصفت بالتوديعية ..
وفي الختام .. أطلب منك يا سيادة الرئيس أن تسرع بتكريم المالكي قبل أن تخرج من البيت الأبيض لذوديه بيده عنك دون حذاء الزيدي الطائر والذي وصل سعره غداة رميه إلي مليون دولار .. وكذالك أن تسعى إلي تقديم مشروع قرار إلي مجلس الأمن يمُنع فيه الصحفيين من انتعال أحذيتهم عند تغطيتهم لمجريات اللقاءات الصحفية .. لأنه وبصراحة قد شكلت خطراً محدقاً لكل ساسة العالم عند كل لقاء صحفي لهم .. ولله در القائل /


نعم الحذاء فدتك البدو والحضر ** ونعم ما صنعت كفاك (منتظرُ)


نعم الحــــذاء كوى وجها تظلله ** غمامة الحقد، بالسوءات يشتهر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة أخبار اجدابيا العدد ( 503 ) 30 / 12 / 2008

مجلة اجدابيا نت 01 / يناير 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق