الاثنين، 14 ديسمبر 2009

بسبب انفجار لغم أرضي .. وفاة أربعة ليبيين في رحلة صيد على الشريط الحدودي مع تشاد


بسبب انفجار لغم أرضي .. وفاة أربعة ليبيين في رحلة صيد على الشريط الحدودي مع تشاد

قورينا / عريش سعيد

خيم على مدينة اجدابيا الحزن العميق عشية الجمعة الماضية الموافق 11 / 12 / 2009 / ف عندما تلقت ببالغ الأسى وفاة أربعة من أبنائها قضوا أثر انفجار لغم أرضي على الشريط الحدودي مع دولة تشاد ... في منطقة تدعى ( كلنجة ) تبُعد 600 كيلومتر جنوب شرق واحة تازربو .. و تشتهر منطقة ( كنلجة ) بسلسلة من الجبال و وديان غزيرة بالمياه ، و كذلك الهضاب و أحراش من الطلح و السدر كما يكثر بها أيضا الغزلان من نوع الودان ..
هذا و قد كان الخمسة في رحلة صيد عندما أنفجر اللغم الأرضي داست عليه العجلة الأمامية من سيارتهم ثم أنفجر اللغم في مؤخرة السيارة فتوفي على الفور من كانوا جالسين في المقاعد الخلفية للسيارة وهم بالحسن بوشيخية (60 عاما) ، احمد عبد القادر مسعود ( 47 عاما ) يوسف عبد العزيز الرزم ( 31عاما ) و رمت السيارة بالسائق محمد عبد العزيز الرزم ( 30 عاما ) و الجالس بجانبه في المقعد الأمامي محمد فرج بوسرير (45 عاما ) بفعل قوة الانفجار الذي قلب السيارة و أشعل النار فيها .. بقي السائق محمد الرزم على قيد الحياة لساعتين ثم لفظ أنفاسه في حين نجا محمد سرير من الحادثة بأعجوبة .. قطع محمد سرير ما يزيد عن 50 كيلو متر مشيا ليصل إلى حيث نصبوا خيمتهم .. ليلتقي بالباحثين عنهم من أهالي واحة تازربو و اجدابيا و الذين هبوا للبحث عنهم في قافلة من 15 سيارة عندما انقطع الأمل من التواصل مع أبنائهم أو تحرك الجهات الأمنية و حرس الحدود للبحث عنهم ..
هذا قد روى ناجي أحمده الشاردة ( قريب أحد المتوفين ) لصحيفة قورينا تفاصيل رحلة الضحايا من بدايتها قائلاً (خرج الخمسة في رحلة صيد لمنطقة كلنجة القريبة مع الحدود التشادية بتاريخ 28 / 11/2009 بدأت الرحلة من اجدابيا إلى الجنوب وصولا لواحة تازربو .. ومن تازربو انطلقوا بسيارتهم إلى منطقة ( كلنجة ) وبتاريخ 1/12 /2009 تلقت عائلة المرحوم / احمد عبدالقادر مسعود اتصالا بواسطة جهاز الثريا اخبرهم بانهم في منطقة ( كلنجة ) وأن أمورهم جيدة وقد اصطادوا غزالا ( ودان ) ، وبعد هذا الاتصال بيومين انقطعت الاتصالات بهم تماما ،فقد حاول أهالي المفقودين مرارا و تكرار الاتصال بهم دون جدوى فاخبروا السلطات الأمنية بهذه الحادثة وقامت السلطات بالسؤال عنهم بجميع المناطق والمراكز الحدودية لكن لم يصدر منها أي معلومة تفيد بتواجد هؤلاء المفقودين في دائراة أو مركز حدودي ، مما جعل أهالي هؤلاء المفقودين يعيشون حالة من الحزن وفقدان التوازن ونفاذ الصبر، فقام أهالي واحة تازربو مع مجموعة من أهالي مدينة اجدابيا لبحث عنهم وخرجوا من تازربو أول أمس لتعقب أي أثر لهم، في قافلة مكونة من 15 سيارة من نوع تويوتا . وفي مغرب يوم الجمعة عند الساعة السادسة والنصف مساء تلقت أهالي المفقودين اتصالا يفيد بان جميع المفقودين قد انتقلوا إلى رحمة الله باستثناء محمد فرج بو سرير الذي رمت به السيارة خارجها من قوة الانفجار ... )
هذا و قد وصل إلى مستشفى أمحمد المقريف بمدينة اجدابيا ظهر أمس الأحد 13 / 12 جاثمين المتوفين ... و تم دفنهم بعد صلاة العصر بالمقبرة الإسلامية / اجدابيا
رحم الله الجميع و عوض أهلهم و ذويهم خيراً .. و بعد ( ! )
بعد هذا الحادثة المروعة و التي راح ضحيتها أربعة من أبنائنا على من نضع اللوم في حدوثها ..؟ و من السبب الحقيقي وراء هذه الحادثة ..؟ و هل ستتكرر مجدداً ..؟
و لكن الأكثر مرارة في فصول هذه الحادثة و الأشد وطأة على أهالي الضحايا هو موقف الجهات الأمنية و حرس الحدود من الحادثة ... فبالرغم من البلاغ الذي تلقته الجهات الأمنية و حرس الحدود و الدوريات من أهالي المفقودين قبل أكثر من أسبوع من وجودهم لم تحرك تلك الجهات حتى دورية واحدة للبحث عنهم .. في حين كان يجب أن تحلق طائرة استطلاع حول مكان فقدنهم و لا تقف موقف العاجز و تكتفي بالقول أن المفقودين ليسوا في حوزتها و لم يلتقوا مع دورياتهم ؟؟ مما جعلنا أمام تسأل أخر ( ! ) أليس من دور تلك الجهات البحث عن المفقودين حتى لو كانوا من أشخاص من الهجرة الغير شرعية ؟؟ فما بالك أن يكونوا من أبناء هذا الوطن ؟؟ أليس من الإنسانية ( أن وجدت في أرباب تلك الجهات ! ) أن تسارع دورياتهم و طائرات استطلاعهم للبحث عنهم ...؟ و أين تلك الجهات و أهالي الضحايا بأنفسهم يخرجون جثث أبنائهم بعد ما يقارب عشرة أيام من وفاتهم ؟ تساؤلات تضع كل الجهات ذات العلاقة في قفص الاتهام و تنتظر إنصافاً و ردعاً من الجهات العليا بالدولة حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي في بلادنا و نفقد بسبب تقصيرهم الكثير ... فهل من مجيب ..؟ ودمتم ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق