الأحد، 26 يوليو 2009

الدولة بين أخطاء الأمس وأحلام الغد


كثيرة هي قضايا الفساد في مؤسساتنا المدنية .. وخاصة ونحن نتحدث على أنقاض الهياكل الإدارية السابقة والتي جلبت لهذا المجتمع النقمة أكثر من النعمة .. متطلعين في الوقت ذاته إلى مشاريع تنموية وخطط مستقبلية يحتويها إطار أُطلق عليه ليبيا الغد .. والسؤال الذي يطرح نفسه ، بل الذي قد يفرضه علينا الواقع ! وفي خجلٍ من هذا الواقع المرير نعجز عن الإجابة عنه .. سؤال لطالما دار في خلدي وأضحى مصدر حيرة واضطراب لنفسي .. فعجزت حتى عن البوح به بيني وبين نفسي !!

لماذا جهلت تلك العقول أو تجاهلت طرحه عندما كانت أحلامها كالغشاوة دون أن تطرح هذا السؤال .. تلك الأحلام الصغيرة التي لا تتعدى حدود المأوى والمركوب والزوج الذي تسكن إليه النفس .. وتبقى الأحلام مجرد أحلام !! لماذا خرست الألسن ورُفعت أقلامنا وجفت الصحف عندما نطرح سؤالاً كان من المفترض أن تنطق به تلك الألسن وتخطه أقلامنا على كل صحفنا التي تتحدث اليوم عن مساحات أكبر من استقلالية الرأي وحيادية الكلمة وحرية النقد ...


سؤالنا يا سادة لا يتجاوز بضع كلمات !!


لماذا يفر المجرمون من وجه العدالة ؟؟ لماذا لا نفتح حتى مجرد تحقيق في ملابسات الفشل الذريع في كل هياكل الدولة الإدارية السابقة ؟؟ من السبب في فداحة أخطاء الأمس حتى علقنا الآمل في وعود الغد ؟؟

فهذا التعليم ودوائره الفاشلة بكل المقاييس ..! فهناك طالب جامعة تلازمه الأخطاء الإملائية حتى في مشروع تخرجه ! وهذا مهندس معماري لا يفقه في الهندسة حتى نظرية فيثاغورس البديهية ! وذاك طبيب لا يفرق بين السعال والزكام !

وعن قطاع الصحة حدث ولا حرج !! فهذه فلول المرضى أتت من كل فج ليبي عميق .. لتزدحم على منفذ رأس جدير ليدخلوا من خلاله إلى دولة تقتات على الوفود السياحية والمهرجانات الفنية ! فيجدوا عندهم الشفاء لإسقامهم والراحة النفسية التي افتقدوها في وطنهم وبين خلانهم !

وهل سأتحدث عن المرافق والإسكان .. فالشوارع المسدودة وأنابيب الصرف الصحي الموصدة خير شاهد عيان !!

أ م تريدني أن أتحدث عن الأمن العام ؟؟ فعندك العراك والخلافات .. والضرب بالسكاكين والهراوات ...داخل مراكز الشرطة بين ذوي المتخاصمين .. حوادث تتكرر وتخلف مآسي قد تأتي بأنباء تقض لها المضاجع ..

أم تجد لذة الكلام عن لجنة النهب والرشوات أقصد العطاءات !!

أيعقل أن نقف على أنقاض ليبيا الأمس ونقول ( أنس الماضي وارمِ ببصرك هناك في الأفق البعيد متطلعاً إلى غدٍ مشرق !! )

أيعقل أن نبني ليبيا الغد على أنقاض الأمس بفداحة أخطائه والتي لم نتجرأ حتى على البوح بمن كان وراءها ولوفي صحفنا المحلية والتي يعتبرها هذا الأخير بالية وتبقى مجرد أوراق لا تصلح حتى لمسح زجاج سيارته الفارهة التي ما ركبها إلا بعرق جبين الكادحين ممن يعج بهم المركز الوطني الذي تم إلغاؤه مؤخراً ليزيد الطين بلة ولتتراكم الأخطاء مجددا فوق أخطاء ما سبقها من المؤسسات المدنية .. وكأن المجتمع حقل تجارب للسيد أمين اللجنة الشعبية العامة .. فبالأمس خارج الملاك واليوم خارج المركز الوطني .. ولم يبق سوى هذا التراب الطاهر الذي رواه أجدادنا بدمائهم الزكية لعلنا في الغد سنفاجأ بإخراجنا منه أيضا ...

لن أزيد في الحديث .. فقد تجرني أفكاري الهوجاء إلى ما خلف الشمس وأفتقد أنامل كانت بالأمس وسيلتي للتواصل معكم عبر المنبر الحر الإجدابي .. فهل تقبلوا مني عذري المخجل .. وتعتقون لي قلماً بجراءته وصراحته كاد أن يفتك بصاحبه لولا لطف خالقنا .. ودمتم ،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع الإجدابي 2009-05-23

صحيفة أخبار اجدابيا العدد 525 الموافق 02/ 06 / 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق